كيف تستثمر أموالك وأين تستثمرها؟ هل أنت مستعد لتحمل المخاطر وكم من الوقت يمكنك الإنتظار للحصول على عائد على استثمارك؟ ما هي مهارات الاستثمار التي تمتلكها وما هي اهتماماتك وأهدافك المالية؟ هل ترغب في الاستثمار في صناعة معينة أم في مجموعة من الصناعات؟ أم هل أنت مهتم بالعملات العالمية المختلفة؟
يجب الإجابة على هذه الأسئلة قبل اتخاذ أي قرار استثماري، لذا قد يكون من الجيد فهم الاختلاف بين تداول الأسهم وتداول العملات الأجنبية قبل اتخاذ أي قرار
ما هو الفوركس؟
كلمة Forex هي كلمة مشتقة من كلمتين Foreign Exchange، أي تداول العملات الأجنبية، وهو سوق دولي يتم فيه تداول العديد من العملات، حيث يعمل هذا السوق على مدار 24 ساعة في اليوم وخمسة أيام في الأسبوع، ويربط بين البنوك والوسطاء والمؤسسات المالية لتسهيل أكثر من 5 تريليون دولار في التداولات يوميًا.
من خلال سوق الفوركس يمكن للمستثمرين الشراء والبيع والتبادل والمضاربة على عملات مثل الدولار واليورو والين وغير ذلك، إنه السوق المالي الأكبر والأكثر سيولة في العالم، يوفر التداول فيه العديد من الفوائد ولكنه يحتوي أيضًا على بعض المخاطر ويتطلب مهارة.
تداول الأسهم يختلف عن الفوركس
على الرغم من أنك قد تكون على معرفة بماهية الأسهم وكيف تعمل، إلا أنه لا ضرر من التذكير، السهم هو ورقة مالية استثمارية تمثل حصة ملكية في الشركة التي تم إصدارها من خلالها، عندما تشتري سهمًا في شركة فإن هذه الأسهم تجعلك مساهماً، أي مالكاً لجزء من الشركة، عادةً ما يتم شراء الأسهم وبيعها وتداولها في البورصات، مثل بورصة نيويورك (NYSE) أو NASDAQ.
يمكنك تحقيق ربح من الأسهم عن طريق تلقي توزيعات أرباح منتظمة، أو عن طريق بيع أسهمك في سوق الأسهم بسعر أعلى مما اشتريتها. معظم الأسهم ترى أفضل أداء لها عند الاحتفاظ بها لفترة زمنية طويلة تمتد لعدة سنوات حتى يكون لديها الوقت للتعافي من التقلبات المحتملة في السوق على المدى القصير.
أساسيات تداول العملات الأجنبية – الفوركس
يتم سرد التداولات في العملات الأجنبية كأزواج، حيث يتم جمع كل عملتين معاً في زوج واحد، على سبيل المثال قد ترى EUR/USD والذي يمثل اليورو (EUR) مقابل الدولار الأمريكي (USD) أو CAD/USD والذي يمثل الدولار الكندي (CAD) مقابل الدولار الأمريكي (USD) وهكذا.
تسمى العملة الأولى في زوج العملات عملة الأساس (Base Currency) والثانية العملة المقابلة (Counter Currency)، وكل زوج من العملات يكون له سعر صرف.
لكل زوج سعر بيع أو شراء، أي إذا كان سعر زوج EUR/USD=1.2500، هذا يعني أنك تحتاج إلى استبدال 1.25 دولار مقابل 1 يورو.
عند بيع زوج من العملات، فإنك تبيع عملة الأساس وتشتري العملة المقابلة. على سبيل المثال، إذا كنت تبيع زوج EUR/USD، فأنت من الناحية الفنية تبيع اليورو وتشتري الدولار. يُطلق على سعر هذه المعاملة اسم الطلب، وهو يمثل مقدار السعر الذي ستحصل عليه مقابل بيع وِحدة من عملة الأساس.
تذكر، عندما تشتري عملة أو تبيعها فإنك دائمًا تفعل العكس بالعملة الأخرى، يمكنك تحقيق ربح أو خسارة على الفرق بين الأسعار في المعاملة. ويكون الاستثمار في الفوركس من خلال وسيط أو بنك أو شركة استثمار.
إيجابيات التداول في سوق الفوركس
بمجرد أن تشعر بالثقة والراحة في تداول العملات، يمكنك استكشاف الفوائد العديدة للتداول في سوق الفوركس. فهي ليست أكبر سوق مالي في العالم فحسب بل إنها أيضًا الأكثر سيولة. يرجع ارتفاع السيولة إلى أن المشترين والبائعين يتداولون باستمرار مما يسهل إجراء الصفقات وتحويل الأصول إلى نقود بتكاليف معاملات منخفضة بشكل عام.
عادة ما يتم تضمين تكاليف المعاملات في سوق الفوركس في هوامش فروق الأسعار. أو في الفرق بين سعر العرض والطلب للعملة. يربح معظم الوسطاء من خلال هذه الهوامش ولا يتقاضى الكثير منهم عمولات.
نظرًا لأن سوق الفوركس مفتوح 24 ساعة في اليوم و 5 أيام في الأسبوع باستثناء أيام العطل التقليدية الرئيسية. فإنه يوفر أيضًا ساعات تداول أكثر مرونة للمستثمرين الذين قد لا يتمكنون من التداول خلال ساعات البورصة العادية.
ميزة أخرى لسوق العملات الأجنبية هي القدرة على استخدام الرافعة المالية. الرافعة المالية هي استراتيجية استثمار تستخدم رأس المال المقترض لزيادة العائد على الاستثمار. حيث يمكن للمتداول الاستفادة من الرافعة المالية التي توفرها له شركة الاستثمار أو شركة الوساطة المالية للتداول بمبالغ أكبر بكثير من قيمة رأس المال الذي يقوم باستثماره وبالتالي قد يتمكن من تعظيم أرباحه (وخسائره أيضًا).
عادةً في تداول الأسهم الأمريكية يمكنك التداول برافعة مالية بنسبة 2:1 كحد أقصى. ولكن في سوق الفوركس يمكنك التداول برافعة مالية بنسبة 50:1. مما يعني أنه يمكنك التداول بما يصل إلى 50 ضعف المبلغ الأصلي الذي تستثمر به. ولكن كما هو الحال دائمًا ضع في اعتبارك أن زيادة الرافعة المالية تزيد أيضًا من المخاطر.
مخاطر سوق الفوركس
بغض النظر عما إذا كنت تستثمر في الفوركس أو الأسهم فهناك دائماً مخاطر. يعد استخدام الرافعة المالية أحد أكبر المخاطر في سوق الفوركس. على الرغم من أن الرافعة المالية يمكن أن تجلب عوائد كبيرة. لكن ظروف السوق المتقلبة يمكن أن تؤدي إلى خسائر أكبر بكثير من استثمارك الأصلي.
نظرًا لأن تداول العملات الأجنبية يتضمن عملات دول أخرى. فإنك تواجه أيضًا مخاطر تغيير أسعار الفائدة والصرف، فضلاً عن التحولات الاقتصادية والسياسية في الدول الأخرى. قد تستيقظ ذات صباح لتجد أن قيمة العملة الأجنبية قد انخفضت بشكل ملحوظ بين عشية وضحاها بسبب مشكلة سياسية غير متوقعة. لذلك من المهم معرفة جوانب الصعود والهبوط المحتمل. قد يكون فهم اقتصاديات البلدان التي تتداول عملاتها مفيدًا لتقليل هذه المخاطر.
غالبًا ما تكون الأسهم هي الاستثمار الأفضل. ولكن عندما تستكشف أسواقًا وأدوات استثمار جديدة مثل العملات الأجنبية. فقد تجد فرصًا استثمارية جديدة لم تكن تعلم بوجودها من قبل، يتطلب التداول في سوق الفوركس وقتًا ومهارة ويتوجب إدراك أنه يحتوى على مخاطر كبيرة وقد لا يكون مناسبًا للجميع. لكنه يفتح أيضًا طرقًا جديدة لتوسيع محفظتك الاستثمارية وتحقيق أهدافك المالية.
لا يوجد تعليقات