في المصطلحات المالية، يتداخل مصطلحا الاستثمار والمضاربة ويستخدمان بشكل مترادف. لكن في الاستثمار يكون الأفق الزمني أطول نسبيًا ويمتد عمومًا لمدة عام واحد على الأقل بينما في المضاربة قد يمتد المصطلح إلى نصف عام كحد أقصى.
وفقًا لبنجامين جراهام الاقتصادي الأمريكي والمستثمر الكبير، يعد الاستثمار نشاطًا يقوم بالتحليل الكامل حتى يضمن سلامة المبلغ المستثمر والعائد المناسب على الاستثمار. بينما المضاربة فهي نشاط لا يبالي بهذه التحليلات.
الفارق المميز الأساسي بين هذين الأمرين هو أن الدخل في الاستثمار مستمر، ولكن في حالة المضاربة فيكون غير مستمر. لذلك نحاول في هذا المقال توضيح الفروق بين الاستثمار والمضاربة.
تعريف الاستثمار
يشير الاستثمَار إلى الاستحواذ على الأصل توقعًا لتوليد الدخل. بمعنى أوسع، يشير إلى التضحية بالأموال الحالية أو الموارد الأخرى من أجل الفوائد التي ستظهر في المستقبل. العنصران الرئيسيان للاستثمار هما الوقت والمخاطرة.
في الوقت الحاضر، هناك مجموعة من خيارات الاستثمار المتاحة في السوق حيث يمكنك إيداع الأموال في الحساب المصرفي أو يمكنك الحصول على ممتلكات أو شراء أسهم الشركة أو استثمار أموالك في السندات الحكومية أو المساهمة في صناديق مؤشرات الاستثمار.
تنقسم الاستثمارات بشكل رئيسي إلى فئتين، استثمار الدخل الثابت واستثمار الدخل المتغير. في استثمار الدخل الثابت يوجد معدل عائد محدد مسبقًا مثل السندات والأسهم الممتازة وصندوق الادخار والودائع الثابتة بينما في استثمار الدخل المتغير لا يكون العائد ثابتًا مثل أسهم حقوق الملكية أو الممتلكات.
اقرأ أيضاً: ما هي توزيعات أرباح الأسهم وكيف تعمل؟
تعريف المضاربة
المضاربة هي نشاط تجاري ينطوي على الانخراط في معاملة مالية محفوفة بالمخاطر توقعًا لتحقيق أرباح هائلة من التقلبات في القيمة السوقية للأصول المالية. على الرغم من أن المخاطرة يتم تحليلها وحسابها من قبل المضاربين بشكل كبير إلا أن هناك مخاطرة كبير بخسارة الحد الأقصى أو كل النفقات الأولية. ولكن هناك احتمال ربح كبير بالمقابل.
يمكن رؤية المضاربة في الأسواق حيث توجد التقلبات العالية في أسعار الأوراق المالية. مثل سوق الأسهم والسندات والعملات وعقود السلع الآجلة، والعملات الرقمية، إلخ.
الاختلافات الرئيسية بين الاستثمار والمضاربة
- يشير الاستثمَار إلى شراء أحد الأصول على أمل الحصول على عوائد. بينما يشير مصطلح المضاربة إلى فعل إجراء معاملة مالية محفوفة بالمخاطر على أمل تحقيق ربح كبير.
- في مجال الاستثمار يتم اتخاذ القرارات على أساس تحليل أداء الشركة. بينما تستند قرارات المضاربة على الإشاعات والرسوم البيانية الفنية وعلم نفس السوق.
- يتم الاحتفاظ بالاستثمارات لمدة عام واحد على الأقل. وبالتالي فإن لها أفقًا زمنيًا أطول من المضارَبة التي يحتفظ المضاربون فيها بالأصول لمدة قصيرة فقط.
- نسبة المخاطرة معتدلة في الاستثمَار ومرتفعة في المضاربة.
- يتوقع المستثمرون أرباحاً من التغير في قيمة الأصل. على عكس المضاربين الذين يتوقعون أرباحاً من تغير الأسعار بسبب قوى العرض والطلب.
- يتوقع المستثمر معدل عائد متواضع على الاستثمار، بينما يتوقع المضارب أرباحًا أعلى من المضاربة مقابل المخاطرة التي يتحملها.
- يستخدم المستثمر أمواله الخاصة لأغراض الاستثمار، بينما يستخدم المضارب رأس المال المقترض للمضاربة.
- في المضاربة استقرار الدخل غائب وغير مؤكد وغير منتظم، على عكس الاستثمار.
- السلوك النفسي للمستثمرين متحفظ وحذر، في المقابل يتسم المضاربون بالجرأة وأخذ المخاطرة.
الخلاصة:
يمكن القول إن كلاهما مختلف ولا ينبغي استخدامها كمرادفات، يلعب المستثمرون دورًا مهمًا للغاية في الحفاظ على السيولة في السوق. بينما يلعب المضاربين دورًا رئيسيًا في امتصاص المخاطر المفرطة وتوفير السيولة المطلوبة في الوقت الذي لا يشارك فيه المستثمرون.
لا يوجد تعليقات