القوة في العادات المالية

القوة في العادات المالية

نعلم جميعًا أنه يجب علينا القيام بـ عادات مالية مثل الادخار للتقاعد، أو سداد الديون، أو تتبع ومراقبة الإنفاق، ولكن قد يصعُب تنفيذ هذه الامور، لماذا؟ لأننا بشر، لم نجبر على التفكير طويل الأمد كالتفكير بعد ثلاثين عاما مثلا، على الرغم من وجوب فعل ذلك.

قد يساعد اعتماد الاختصارات الذهنية (العادات اليومية) على الالتزام والتحكم في الموازنة المالية، حيث تجبرنا العديد من القرارات المالية على فرض التوازن بين ما نريده الآن وما هو أفضل لنا على المدى الطويل، في هذا التعارض الكلاسيكي بين العوز و الوجوب، فإن “العوز” هو الشيء الذي يمنح الإستفادةَ الفورية، بينما “ينبغي” هو الشيء الذي قد يؤتي ثماره في وقت لاحق مثل مدخرات التقاعد الصحية.

كيف يمكننا أن نحقق “ما ينبغي لنا”؟ تنحصر الإجابة في تطوير عادات مالية صحية صحيحة.

لا تقلل من شأن قوة العادة المالية الجيدة

يستخدم عقلنا الاختصارات الذهنية (العادات) لاتخاذ القرارات باستمرار، بعضها يأتي مما اعتدنا عليه، فعلى سبيل المثال، لا يلاحظ الكثير منا حتى عاداتنا الخاصة لأنها أصبحت شيئًا نقوم به تلقائيًا، هذه العادات البسيطة تجعل حياتنا أسهل من خلال مساعدتنا في مواجهة العديد من القرارات التي نتخذها يوميًا.

على سبيل المثال، ينظف معظمنا أسنانه كل صباح، بدلاً من الاستيقاظ كل صباح والتفكير فيما إذا كنا سنقوم بغسل أسناننا بالفرشاة، فإن عاداتنا في هذه الحالة هي التي تتخذ القرار عنا.

وكذلك الأمر إذا ما قمنا بتطوير العادات المالية الصحيحة التي قد تساعدنا في تسهيل اتخاذ القرارات وتحسين الوضع المالي العام.

يعتقد الكثير من الناس أن أساس العادة ولبنة بنائها هو التكرار ولكن هذا ليس كافياً، فهناك بعض العوامل التي يجب مراعاتها، مثل: السلوك، اتخاذ القرار، والمكافأة.

البساطة والعادة

كلما كان السلوك المرغوب فيه أكثر تعقيدًا، كلما كان الأمر أكثر صعوبة عندما يتعلق الأمر ببناء عادة، يمكن أن يكون استخدام قاعدة مالية أساسية بسيطة وفعالة حلاً بالنسبة لأموالنا وكيفية المحافظة عليها.

في بحثنا الأخير، بدأنا غربلة العديد من القواعد الأساسية في وسائل الإعلام لتحديد القواعد التي يميل الأشخاص الميسورين ماليًا إلى استخدامها.

بدت قواعد مثل “سداد الديون بالكامل دائمًا عندما يكون ذلك ممكنًا”، و”ادخر للمشتريات الكبيرة”، و”صندوق طوارئ (لتغطية النفقات من ثلاثة إلى ستة أشهر)” وكأنها تطفو على القمة، ومع ذلك يجب أن يكون اختيار القاعدة الأساسية التي يجب اتباعها قرارًا شخصيًا، حاول اختيار قاعدة تناسب نمط حياتك ويمكن أن تساعدك في الوصول إلى أهدافك المالية.

ألق نظرة

كثير من الناس يعتمدون في الغالب على ضبط النفس عند تطوير عادة مالية، وقد يكون هذا في كثير من الأحيان على حساب أنفسنا.

بدلاً من ذلك، ركز على تقليل الاحتكاك عند بناء عادة. فمثلاً إذا كنت تحاول الالتزام بميزانية معينة. تأكد من تحويل الأموال إلى حساب التوفير الخاص بك فور حصولك على شيك (لا يمكنك إنفاق ما ليس لديك!)، يمنحنا هذا “التكتيك” أيضًا إشارة يمكن الاعتماد عليها لتوفير أموالنا لأننا نعلم أنه بمجرد أن نحصل على راتبنا، يجب أن نخصص بعضًا منه للادخار.

عندما نحاول بناء عادة مالية، فإن العثور على “إشارة معينة” أمر مهم للغاية. وذلك لأنه يعمل كمنبه للعمل وفقًا لما يتناسب مع قاعدتنا. بحيث يجب أن يكون شيئًا يمكن الاعتماد عليه ولا يُنسى. مثل تحديد يوم معين (كل يوم اثنين يجب أن أفعل كذا)، أو بداية الشهر، أو عندما تتلقى راتبك.

وعلينا أن لا ننسى أن هناك أموراً في وقتنا الحاضر تسهل علينا عملية اتخاذ القرار. أبرزها التكنولوجيا المتاحة بين أيدينا. فمعظمنا يمكنه إعداد تحويل تلقائي على تطبيقات البنك الخاصة بنا لتحويل الأموال تلقائيًا من الشيك إلى حساب التوفير الخاص بنا في يوم معين.

بمعنى آخر، إذا كنت تحاول التخلص من السكر في نظامك الغذائي. فقد تكون خطوتك الأولى هي التخلص من البسكويت والشوكولاتة التي في خزانتك.

هذه هي الفكرة التي يجب أن تتبعها عندما يتعلق الأمر ببناء السلوكيات المالية. لذا انطلق واحذف تطبيقات التسوق هذه من هاتفك. وألغ الاشتراك أو ألغِ الخدمات التي لم تعد تستخدمها. واترك بطاقتك الائتمانية قبل خروجك من المنزل.

الحوافز والتشجيع

من المهم أيضًا أن نكافئ أنفسنا على هذا السلوك فور تحقيقه. على أن تكون المكافأة شيئًا بسيطًا وغير مكلف. مثل التباهي بمشروب قهوة فاخر أو قضاء بعض الوقت في قراءة رواية ممتعة. وذلك لأن الهدف من هذه الخطوة هو ربط السلوك بشيء يجلب لنا السعادة. بحيث يكون تحفيزا وتشجيعا للاستمرار والمواكبة.

القواعد الأساسية والعادات المالية

خلال بحثنا، وجدنا ارتباطات إيجابية بين الاستخدام المعتاد لقاعدة مالية أساسية والرفاهية المالية او الثراء. واتضح الترابط القوي بين العادات المالية الصحية الصحيحة والرفاهية المالية، وهذا ما يؤكد أهمية وجود عادات مالية قيمة.

يمكنك أن تبدأ ذلك بإيجاد قاعدة تناسبك وتناسب خطتك المالية. بعد ذلك يتعلق الأمر بتشكيل البيئة المناسبة للصعود بها، مكافأة الذات، والتكرار.

حيث يعتبر اتباع قاعدة أساسية بسيطة والالتزام بها منبع قوة.

لا يوجد تعليقات

Comments are closed.