طريقة الملياردير وارن بافيت في
الاستثمار
يعد وارن بافيت أحد أغنى وأكثر رجال العالم نجاحاً، لذلك نجد أنه من الطبيعي أن يتسائل الناس عن طريقة وارن بافيت في الاستثمار. الأمر الذي شجعنا على أن نتحدث عن وران بافيت وفلسفته في الاستثمار في هذا المقال.
من هو وران بافيت؟
هو رجل أعمال أمريكي معروف باستثماراته الناجحة. وحاصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال وعلى الماجستير في
الإقتصاد.
بدأ حياته كمندوب مبيعات، ولكنه سرعان ما أنشأ شركته الخاصة في عام 1956.ومن ثم أصبح هو من مديراً ومالكاً لشركة Berkshire Hathaway القابضة وأكبر حملة الأسهم فيها.
تبرع وارن بافيت بثروته كاملة للأعمال الخيرية في عام 2006. وفي عام 2010 أعلن بافيت بالتعاون مع بيل جيتس عن حملة لتشجيع الأثرياء على القيام بالأعمال الخيرية.
فلسفة وارن بافيت
يتبع وارن بافيت مدرسة بنيامين جراهام للاستثمار في القيمة. حيث يبحث المستثمرون الذين يتعبون فلسفة هذه المدرسة عن الأسهم ذات القيمة العالية ولكن تكون غير مقدرة بشكل كبير من المستثمرين. لذلك يستغل الفرصة ويستثمر بها قبل أن ترتفع قيمتها في السوق.
وليس هناك طريقة ثابتة لتحديد قيمة سهم الشركة الحقيقي. ولكن غالباً ما تكون تقارير الشركات مؤشراً جيداً لذلك.
لكن يأخذ وارن بافيت نهج استثمار القيمة إلى مستوى آخر. حيث أنه لا ينظر إلى تعقيدات العرض والطلب وتقديرات المستثمرين للأسهم على الإطلاق. بل ينظر إلى كل شركة يود الاستثمار بها على حدى، ويدرس مدى قدرتها على تحقيق الأرباح مستقبلاً. فإذا كانت هذه الشركة تمتلك من
القيمة والأداء ما ينبئ بأنها ستكون شركة ناجحة في المستقبل، ستجد أن بافيت قد استثمر بها.
ويفضل وارن بافيت الاحتفاظ بالأسهم للمدى البعيد. ولا يسعى لتحقيق أرباح رأسمالية من خلال بيع الأسهم. بل أنه يقول أن الملكية في الشركات الناجحة تكفي وبقوة لتحقيق الأرباح.
منهجية وارن بافيت
يجد وارن بافيت الأسهم ذات القيمة العالية والسعر المنخفض من خلال طرح بعض الأسئلة على نفسه، ومن ثم يقوم بتحليل هذه الأسهم بناءً على هذه الأسئلة.
1- أداء الشركة
ينظر دائماً بافيت إلى معدل العائد على حقوق الملكية، ومن خلاله يتعرف على أرباح الشركة مقارنة بالشركات الأخرى في نفس الصناعة، ولكنه لا يكتفي بالنظر إلى المعدل ومقارنته بالعام السابق، بل ينظر إلى أداء أرباح الشركة في العشر سنوات الأخيرة على الأقل.
2- ديون الشركة
يمكن للشركة أن تحصل على تمويل للقيام بأنشطتها من خلال الديون أو المستثمرين (حقوق الملكية). ولذلك يقوم بافيت بمقارنة نسبة الديون إلى نسبة حقوق الملكية،ويفضل دائماً أن تكون نسبة الديون التي تستخدمها الشركة بتمويل أنشطتها أقل بكثير من النسبة التي تستخدمها من المستثمرين.
3- هوامش الربح
لا يكفي وجود هامش ربح لأخذ قرار للاستثمار بشركة معينة. ولا يجب الاكتفاء بالنظر إلى نتائج سنة واحدة فقط. بل يجب النظر إلى عدة سنوات سابقة والتأكد من نمو الأرباح باستمرار.
4- عمر الشركة
لا تقع الشركات التي عمرها أقل من 10 سنوات تحت رادار وارن بافيت. لذلك لا تجد أن الشركات التكنولوجية التي ظهرت في العقد الأخير من ضمن استثماراته. حيث أنه يقول أنه لا يفهم تماماً آليات عمل شركات التكنولوجيا، وأنه لا يستثمر أبداً في شيء لا يفهم طريقة عمله. ويدل طول عمر الشركة على قوتها وقدرتها على الاستمرار في السوق.
5- الميزة التنافسية
لا ينظر وارن بافيت إلى الشركات التي تعتمد على بيع سلعة واحدة فقط مثل الغاز أو النفط. ويرى أن هذه الشركات ليس لديها القدرة على التميز على منافسيها الذين يبيعون نفس المنتج. لكنه ينظر إلى الشركات التي لديها ميزة تنافسية قوية تجعلها تتفوق على المنافسين وبالتالي تحقق الأرباح.
6- سعر السهم
بعد العثور على الشركات التي تفي بالمعايير الخمسة السابقة، نأتي للمعيار الأصعب. حيث أنه ليس من السهل تحديد ما إذا كان السهم قد تم تقييمه بأقل من قيمته الحقيقية أم لا. وبالعادة يكون تحديد القيمة الحقيقية للشركة أكثر تعقيداً من قيمة التصفية ( أي قيمة الشركة إذا تم تفكيكها وبيعها اليوم). حيث أن قيمة التصفية لا تشمل الأصول غير الملموسة كالعلامة التجارية، والأصول التي لم يتم ذكرها في البيانات المالية بشكل مباشر.
ولكن بشكل عام يتم حساب القيمة الحقيقية للشركة من خلال تحليل عدد من أساسيات العمل، بما في ذلك الأرباح والإيرادات والأصول. في النهاية، بمجرد أن يحدد بافيت القيمة الحقيقية للشركة، يقارنها بالقيمة السوقية الحالية ويتخذ قراراً بناءً على ذلك. وإذا كانت القيمة الحقيقة للشركة أعلى من القيمة السوقية الحالية يقوم بالاستثمار بها.
ما هي الشركات التي يمتلكها بافيت؟
يمتلك وارن بافيت من خلال شركته Berkshire Hathaway حصة في العديد من الشركات. ومن الأمثلة على أكبر هذه الشركات Bank of America و Apple و American Express و Coca-Cola.
كيف أصبح بافيت ثريًا؟
يعد وارن بافيت شخصاً عصامياً، حيث أنه أصبح ثريًا بشكل تدريجي على مدى فترة طويلة من الزمن، وذلك من خلال الاستثمار في المقام الأول. وبدأ الاستثمار في سن مبكرة للغاية، في سن الحادية عشرة على وجه الدقة. وفي سن 13 بدأ مشروعه التجاري الخاص كبائع ورق، وكان يبيع الأوراق التي توضع على ظهر الخيل أثناء السباقات على سبيل المثال. وثم أسس شركته الخاصة كشخص بالغ وبدأ في الاستثمار في الشركات التي يعتقد أنه تم تقييمها بأقل من قيمتها الحقيقية، ومنها حقق أرباحًا. ومن ثم كان يعيد استثمار هذه الأرباح في المزيد من الاستثمارات لتستمر ثروته في النمو. وفي النهاية استطاع أن يشتري شركة Berkshire Hathaway والتي يستمر من خلالها باتباع نهج استثمار القيمة.
الخلاصة
كما لاحظت أن طريقة وارن بافيت تشبه كثيراً أسلوب المضاربين، ولكن على المدى الطويل بدلاً من المدى القصير. حيث أنه يسعى دائماً لاصطياد الفرص الجيدة والتي يعتقد أنها ستحقق له أرباحاً على المدى البعيد. صحيح أنه يوجد الكثير من الناس الذين ينتقدون أسلوب الاستثمار في القيمة، ولكن سواءً كنت تدعم هذا النوع من الاستثمار أم لا، فيمكنك أن ترى النتائج على وارن بافيت بنفسك، والتي تتكلم عن نفسها.
لا يوجد تعليقات