ما هي السوق الهابطة في البورصة؟
يطلق مصطلح “السوق الهابطة” على الفترة التي تتراجع فيها أسعار الأسهم المالية بشكل حاد. ويطلق عليها أيضاً اسم “سوق الدببة”. السوق الهابطة لا تحدث فقط بسبب تراجع أسعار الأسهم، بل بسبب توقعات المستثمرين المتشائمة أيضاً. حيث إنه كلما ازداد التشاؤم وكانت توقعات المستثمرين سلبية، كلما أدى ذلك بسوق الأوراق المالية إلى الهبوط أكثر وأكثر.
عندما تبدأ الأسهم في الانخفاض، من الصعب معرفة متى ستصل إلى القاع. فإذا كنت تنوي الشراء في القاع بهدف تحقيق أرباح عند ارتفاع الأسعار مجدداً، قد تفوتك الفرصة. فقد تبدأ الأسهم بالارتفاع وأنت لا زلت تنتظر هبوطها أكثر. وعلى العكس تماماً، إذا كنت تعتقد أن الأسهم الآن في القاع واستثمرت أموالك في هذه الأسهم، ربما تستمر هذه الأسهم بالانخفاض وتخسر أموالك. لذلك من الصعب جداً تحديد ومعرفة توقيت أفضل فرصة للشراء في السوق الهابطة.
اقرأ أيضاً: التشاؤم يخيم على المستثمرين في سوق الأسهم
إذاً ماذا يمكن أن نفعل لتجنب الخسائر في السوق الهابطة؟ بل وتحقيق بعض الأرباح؟
إليك بعض الاستراتيجيات للتغلب على السوق الهابطة!
صندوق التقاعد
أحد الدروس المستفادة من السوق الهابطة من 2007 إلى 2009، هو أنك إذا استثمرت أموالك بانتظام في صندوق تقاعدي بغض النظر عن ما يحدث في الأسواق حالياً، سينتهي بك الأمر وأنت محققاً للأرباح عاجلاً أم آجلاً.
حيث إنه لم يكن يعرف المستثمرين في صناديق تقاعدهم متى كانت ستنتهي السوق الهابطة. ولكن من استمر في الاستثمار بجميع الأحوال هو من استفاد بالنهاية. فعلى سبيل المثال، انخفضت قيمة صندوق التقاعد 401K الذي توفره الولايات المتحدة لمواطينها إلى النصف تقريباً عند نهاية السوق الهابطة. ولكن من استثمر في الوقت الذي كانت فيه الأسهم منخفضة، هو من حقق أرباحاً كبيرة عندما انتعش السوق مرة أخرى وبدأت الأسواق بالصعود.
لكن بجميع الأحوال، من الأفضل عدم المخاطرة بكل أموالك في استثمار واحد في وقت واحد. ولكن مجرد الاستمرار في استثمار مبالغ صغيرة على فترات منتظمة سيعود عليك بالأرباح.
أفضل طريقة للادخار للتقاعد هي استخدام حسابات خاصة تمنحك إعفاءات ضريبية. تقدم العديد من أماكن العمل برامج جيدة للتقاعد، ويشمل ذلك القطاعات الخاصة أيضاً. لكن إذا لم يكن صاحب العمل الخاص بك يوفر مثل هذه البرامج فقم بإنشاء البرنامج الخاص بك. وبإمكانك أيضاً استشارة مستشار مالي حتى يساعدك في وضع الخطة المالية المناسبة لك حسب احتياجاتك وظروفك الخاصة
تنوع المحفظة الاستثمارية
كما قلنا سابقًا، من أهم النصائح الاستثمارية هي ألا تضع كل البيض في سلة واحدة. وذلك من خلال تنويع الأسهم وقطاعات الأعمال في محفظتك الاستثمارية. فإذا تعرض سهم معين لانخفاض مفاجئ، أو تعرض قطاع معين لضربة اقتصادية، لن تتأثر محفظتك كثيراً لأنك تمتلك استثمارات متنوعة أخرى.
اقرأ أيضاً: تنويع محفظتك بالاستثمارات البديلة
البحث عن فرص النمو
بشكل عام تعتبر الأسواق الهابطة فرصة ممتازة للاستثمار بالأسهم التي يُعتقد أنها ستنمو مستقبلاً. فالاستثمار في أسهم الشركات القوية والتي تمتلك نموذج عمل ممتاز وتنمو بشكل مستمر على المدى الطويل، قد يساعدك على تحقيق أرباح بشكل جيد. ويعود ذلك لأن هذه الشركات تنخفض أسعار أسهمها تأثراً بأوقات الأسواق الهابطة. ولكنها سرعان ما ستعود لقوتها ونموها وسترتفع أسعار أسهمها نظراً للمشروع القوي الذي تمتلكه.
اقرأ أيضاً: والت ديزني وماستر كارد.. أسهم مرشحة للتضاعف والنمو
الخلاصة
لا داعي للخوف من السوق الهابطة. وبدلاً من ذلك يمكنك استخدام بعض الاستراتيجيات البديلة للاستفادة من أوقات تراجع الأسواق. وستكون من ضمن الفئة القليلة التي تستفيد من هذه الأوقات، بينما يعاني كثيرون من خسائر فادحة.
إخلاء مسؤولية
تم كتابة هذا المقال بهدف تعليمي وتوعوي، ولا ينصح بالاعتماد عليه كتوصية استثمارية شخصية، وإنما نرجو منك أن تؤدي واجبك في البحث والدراسة أو أن تتعاون مع مستشار مختص قبل اتخاذ أي قرار استثماري..
لا يوجد تعليقات