متى يقرر المحترفون شراء أو بيع أو الاحتفاظ بالأسهم؟!

الاستثمار في الأسهم

متى يقرر المحترفون شراء أو بيع أو الاحتفاظ بالأسهم؟!

قد لا تمتلك الوقت لاستشارة خبير أو محلل أو لقراءة التقارير الطويلة من أجل أن تقرر إذا ما كنت ستشتري أو تبيع أو تحتفظ بسهم معين، لذلك سنناقش في هذا المقال المعلومات الأساسية التي يجب أن تطلع عليها بشكل سريع عندما تكون تحت ضغط الوقت والتي ستسمح لك باتخاذ قرار أكثر دقة.

فلنفترض مثلاً أن شركة ما أصدرت للتو تقريرها الربع سنوي وعليك أن تقرر ماذا تفعل؟ تخطى التفاصيل الصغيرة وانظر إلى هذه العوامل الأساسية.

  • زيادة المبيعات
    انظر إلى مبيعات الشركة مقارنة بالأعوام والأرباع السابقة، إذا كانت الشركة تحقق نمواً في المبيعات بشكل مستمر ودائم. هذا يعني أن هذه علامة جيدة على أن الشركة تبلي بلاءً حسناً. ويمكنك من خلال الأرقام وبعض التعليقات التي حولها أن تفهم إذا ما كانت زيادة مبيعات الشركة في هذا العام حصلت بسبب النمو الطبيعي للشركة أو أنها حصلت على مكاسب معينة بشكل مفاجئ.

بشكل عام يجب أن تنمو الشركات الصغيرة التي تتراوح مبيعاتها بين 100 مليون دولار ومليار دولار بنحو 10% سنوياً على الأقل. ويجب أن تنمو الشركات الأكبر بنسبة 3% سنوياً على الأقل لتكون موضع اهتمام من المستثمرين الأذكياء.

  •  زيادة هوامش الربح
    تتحسن هوامش أرباح الشركة أو تتدهور بشكل عام اعتمادًا على مدى جودة إدارتها، إذا كان خط المبيعات يرتفع ولكن التكاليف ترتفع بشكل أسرع فهناك شيء ما يحدث، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هذا الشيء هو أمر سيئ. فقد يكون تفسير ذلك أن الشركة تدخل مشروعاً تجارياً جديداً أو تطلق منتجاً جديداً أدى إلى زيادة تكاليفها فجأة وعلى المدى القريب. تماماً كما حدث مع أمازون التي أثارت امتعاض المستثمرين لسنوات من خلال الاستثمار بكثافة في المستودعات في كل مكان، لكن اليوم نرى أن هذه الاستثمارات آتت أُكلها أخيرا.

ومن ناحية أخرى، قد لا يعني ذلك إلا أن الشركة تقوم بعمل سيئ في إدارة نفقاتها فعلاً، وعلى الإدارة توضيح الأمر في تقريرها.

  • توجيهات الشركة
    تقدم العديد من الشركات إلى وول ستريت نوعًا من الإرشادات أو التوجيهات حول الأرباح المستقبلية. والتي تكون دائماً مهمة. والمهم أيضاً هو كيف يتفاعل المستثمرين مع هذه الأخبار.

وهذا يعني أن توجيهات الشركة للربع القادم قد تكون أفضل أو أسوأ مما يتوقعه محللي وول ستريت. وستؤدي هذه التوقعات إلى تحريك سعر السهم صعودًا أو هبوطًا. على المدى القصير على الأقل.

بالتعمق أكثر في علم النفس وراء هذه التوجيهات، نرى أنه إذا رفعت الشركة توجيهها للربع الحالي لكنها قللت من التوقعات بعد ذلك. فمن المحتمل أن يتعرض السهم للبيع، أما إذا خفضت الشركة تقديراتها للربع الحالي لكنها رفعت تقديرها للعام بأكمله، فمن المحتمل أن يرتفع السهم.

 

شراء أو بيع أو الاحتفاظ بالأسهم

كقاعدة عامة، أبق عينيك على المدى البعيد، في معظم الأوقات لن يكون للتعثرات الصغيرة على المدى القريب أهمية كبيرة إذا ما كانت الشركة تمتلك رؤية وخطة واضحة ومدروسة على المدى البعيد.

 
  • برامج إعادة شراء الأسهم
    عندما تستخدم شركة نقودها لإعادة شراء أسهمها، فعادة ما تكون هذه علامة جيدة على أن الإدارة تعتقد أن السهم قد تم تقييمه بأقل من قيمته الحقيقية، ومع ذلك، قد يكون للإدارة دوافع أخرى، فقد ترغب في تقليل إجمالي عدد الأسهم في النطاق العام من أجل تحسين النسب المالية أو زيادة الإيرادات. مما يجعل الشركة أكثر جاذبية لمجتمع المحللين والمستثمرين، وقد تكون عبارة عن حيلة علاقات عامة فقط لجعل المستثمرين يعتقدون أن السهم يستحق أكثر.

بشكل عام يجب أن تكون برامج إعادة شراء الأسهم علامة على أن الشركة تنتظر أوقاتًا أفضل. ويجب أن يتم ذكر هذه البرامج في تقارير الشركة.

  • المنتجات الجديدة 
    يكاد يكون من المستحيل توقع ما إذا كان المنتج الجديد سيكون منتجاً رابحاً أم لا،  لكن من الخطأ الكبير التغاضي عن أسهم الشركات التي تصنع هذه المنتجات، فغالبًا ما تحظى المنتجات الجديدة بأكبر قدر من الاهتمام من المستهلكين والمستثمرين، ويساعد هذا غالبًا في رفع سعر السهم على المدى القريب. ومن المحتمل أن تكون الشركة قد أنفقت مبلغًا ضخمًا من المال على البحث والتطوير والعروض الترويجية لأنها تضع نفسها في وضع يمكنها من جني الكثير من الأموال.

لنأخذ على سبيل المثال إصدار Apple لجهاز iPod في عام 2001، في البداية كان بعض المستثمرين والمحللين متشككين في أن الشركة يمكن أن تحقق عائدات مجدية من الجهاز. لكننا الآن نعرف كيف استطاع هذا المنتج الجديد أن يحقق أرباحاً خيالية لـ Apple على مدار عقد من الزمن. وكيف كان هذا المنتج من أهم أسباب نموها التاريخي.

بالطبع لا تتحول المنتجات الجديدة دائمًا إلى كنوز نقدية للشركات التي تنتجها. ولكن إذا استثمرت في منتج جيد مبكرًا فهناك احتمال كبير للأرباح الكبيرة.

  • النبرة العامة لتقرير الشركة
    أثناء قراءتك لتقرير الشركة، ضع في اعتبارك انطباعك عما حدث في هذا الربع. ربما تجد أن الإدارة تتحدث عن “الفرص” العديدة للشركة بنظرة تفاؤلية. أو ربما تتحدث عن العديد من “التحديات” والصعوبات التي تواجه الشركة والتي لا تكون بالعادة مؤشراً جيداً للشركة. وقد تتحدث الادارة عن محفزات محتملة لنمو الشركة مثل إطلاق منتجات جديدة.

بشكل عام، قد تكون اللغة والنبرة التي تتحدث فيها الشركة في تقريرها مهمة للغاية، تماماً كأهمية الأرقام، فالنبرة واللغة المستخدمة في التقارير تكون متعمدة للغاية وتتم مراجعتها من قبل عدة متخصصين في ادارة العلاقات العامة والقانونية. فلا يوجد كلمات تُقال بدون قصد في هذه التقارير.

يعتبر التقرير المتفائل مؤشراً جيدا. بينما التقرير المتشائم أو الحيادي يجب أن يُنظر إليه بعين الريبة. لكن احذر أيضاً من التقارير المتفائلة بشكل مفرط، فقد لا تستطيع الشركة الوصول إلى توقعاتها. 

  • المؤشرات الفنية
    انظر إلى مخطط الأسهم للعام الماضي ولآخر خمس سنوات. هل هناك اختلافات موسمية في سعر السهم؟ قد تجد أنه يتم تداوله بشكل أعلى أو أقل في مواسم معينة.

حدد الاتجاه الذي يتم فيه تداول هذا السهم. هل هو سهم ضعيف التداول. أم أنه يُتداول بالملايين يوميًا؟ هل زاد مقدار التداول بشكل كبير أو انخفض بشكل كبير مؤخراً؟ اذا زاد مقدار التداول مؤخراً قد يعني هذا أن الشركة لديها فرص نمو قوية وتتمتع برأس مال جيد وتحظى باهتمام المستثمرين. أما اذا انخفض مقدار التداول مؤخراً فقد يعني أنه قل الاهتمام بهذا السهم، وهذا مؤشر غير جيد.

  • انظر إلى الصورة الكاملة
    بعيدًا عن تقرير الشركة، ضع في اعتبارك العوامل الخارجية التي قد تؤثر على السهم. فقد تكون هذه الاعتبارات مهمة كأهمية المؤشرات الفنية.  فمثلا قد يكون لارتفاع أسعار الفائدة أو ارتفاع الضرائب أو تغير سلوك المستهلك تأثيراً على سعر السهم. أو حدوث تدهور على مستوى الصناعة نفسها مثلاً. فعلى سبيل المثال. كانت شركة الطيران Continental Airlines في عام 2006 في حالة جيدة إلى حد ما. ولكن يبدو أن ارتفاع تكاليف الوقود وعدد من حالات الإفلاس في صناعة الطيران أدى إلى تراجع الأسهم. كانت الشركة تتوقع نمواً وارتفاعاً في سعر الأسهم في العام المقبل. ولكن النظرة المستقبلية للقطاع بشكل عام لم تكن مثالية. والجدير بالذكر أن الشركة اندمجت مع United Airlines في عام 2010.
  • الخلاصة
    غالبًا ما يحتاج المستثمرون والوسطاء إلى تحليل الشركات سريعًا واتخاذ قرارات سريعة بشأن الشراء أو البيع أو الاحتفاظ بالأسهم. ويساعد التركيز على المعلومات الضرورية على تجنب اتخاذ قرار متهور بهذا الشأن.

لا يوجد تعليقات

اكتب تعليقاً