يقول خبراء الاقتصاد أن الاقتصاد الروسي حتى الآن قادر على تجاوز مرحلة الانهيار والتراجع. ويمكنه حتى أن ينجو من الحظر المفروض على واردات النفط على مستوى الاتحاد الأوروبي.
وحسب موقع economist، “أصبح الروبل الآن ذو قيمة مرة أخرى، كما كان قبل الغزو الروسي لأوكرانيا”.
مع حشد فلاديمير بوتين لقواته على الحدود مع أوكرانيا، يتسائل كثيرون حول ما إذا كان اقتصاد روسيا “المحصن” سيكون قادرًا على تحمل العقوبات الغربية. فهل تستطيع موسكو تجاوز عاصفة العقوبات فعلا؟
هل تفادت روسيا الأزمة؟
على الرغم من “التوقعات المتشائمة” للاقتصاد الروسي، قال موقع Foreignpolicy إن صادرات النفط إلى دول مثل الهند وتركيا قد ارتفعت منذ أن أصدر بوتين الأمر بالغزو. ولذلك لا يعاني القطاع المالي في روسيا من أي أزمة سيولة خطيرة حتى الآن.
وحسب موقع Economist أيضاً، فإن الاقتصاد الروسي يُظهر إشارات على أنه مرن بشكل مدهش. ومعظم مقاييس النشاط الاقتصادي الروسي تدل على ذلك. وهذه المقاييس صادمة للغرب بشكلٍ كبير. حيث يبدو أن المواطنين الروس ما زالوا ينفقون بحرية إلى حد ما على المقاهي والمطاعم.
في منتصف ابريل، خفض البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي من 17% إلى 14%. في إشارة إلى أن الذعر المالي الذي بدأ في فبراير قد خف قليلاً. لكن التنبؤات المبكرة بانخفاض إجمالي الناتج المحلي بنسبة تصل إلى 15% هذا العام تبدو متشائمة.
شراء الوقود من روسيا
ذكر موقع Foreignpolicy أن العقوبات ضد موسكو قد تنجح على المدى الطويل. لكن في الوقت الحالي لا يزال العديد من الدول التي تفرض عقوبات على روسيا، تقوم بشراء الوقود من روسيا بنفسها.
وقال إدوارد فيشمان، المتخصص السابق في شؤون أوروبا في وزارة الخارجية الأمريكية: “يواصل بوتين جني ما لا يقل عن مليار دولار يوميًا من بيع النفط والغاز، والحصة الأكبر من هذه الأموال تأتي من أوروبا”.
ترسل دول أوروبية بشكل منفرد مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا. لكنها تكون قليلة أمام الأموال التي تدفعها بعض الدول لروسيا مقابل النفط والغاز. ولكن قد يتغير كل هذا إذا أوفى الاتحاد الأوروبي بتعهده بحظر واردات النفط الروسي.
سيرجي ألكساشينكو النائب السابق لمحافظ البنك المركزي الروسي، قال لصحيفة Financial Times “إن الحظر المفروض على روسيا في الواقع ليس قوياً للغاية، لأن الزيادات الكبيرة في أسعار النفط سوف تقوم بتعويض أي الخسارة التي حدثت بسبب حظر السوق الأوروبية”
ضرر طويل المدى
قال بيتر روتلاند أستاذ الحكومة في جامعة ويسليان في ولاية كونيتيكت عن اقتصاد موسكو: “يبدو أنه يبلي بلاءً أفضل مما كان متوقعًا منه في البداية”. فرغم كل العقوبات غير المسبوقة والنزوح الجماعي للشركات الغربية من روسيا، استعاد الروبل كل خسائره السابقة. وبالتالي تتدفق مليارات الدولارات إلى موسكو من خلال مبيعات الطاقة.
لكن الكاتب روتلاند قال في كتاباته في The Conversation أن” الوضع المالي القوي لروسيا على ما يبدو هو شيء من الوهم، وهو وضع يخفي الألم الحقيقي الذي يعاني منه الروس بسبب الضغط على الاقتصاد”.
وقال إن الأفراد والشركات الروسية يواجهون نقصًا في مجموعة واسعة من السلع. بما في ذلك الإمدادات الصيدلانية، مثل أجهزة استنشاق الربو، وأدوية مرض شلل الرعاش. والصورة خطيرة أيضاً بشكل خاص في قطاع تكنولوجيا المعلومات. الذي يعتمد على الأجهزة والبرامج المستوردة.
وأضاف: ” صحيح أن الاقتصاد ما زال ثابتًا، إلا أن المستقبل يبدو قاتمًا بالنسبة للمواطنين الروس، الذين سوف يستمرون في تحمل وطأة العقوبات”. وبالتأكيد أنه كلما طالت مدة فرض العقوبات الغربية على روسيا، ستكون الحياة أسوأ فيها. وسوف يعاني المواطنون الأقل سلطة وقوة أكثر من غيرهم.
اقرأ أيضا: لماذا لن ينهار الدولار؟
لا يوجد تعليقات