لماذا يلجأ الناس للذهب؟
يلجأ الناس عادةً إلى الذهب عندما تكون الأسواق في حالة تدهور. وذلك لأن سعر الذهب بالعادة لا يتحرك مع أسعار السوق. لكن لنفس السبب يمكن اعتباره استثماراً محفوفاً بالمخاطر أيضاً، حيث أن سعره لا يرتفع دوما مع صعود الأسواق.
وعلى عكس الأسهم والسندات، لا يعد الذهب من الأصول المدرة للدخل. حيث يعتمد العائد من الذهب بالكامل على ارتفاع سعره فقط. علاوة على تكاليف التخزين والتأمين التي تصاحب الاستثمار في الذهب.
وبالرغم من النظرة العامة للذهب تاريخياً على أنه أصل آمن، إلا أنه يمكن أن أسعاره يمكن أن تكون شديدة التقلب.
مع الأخذ في الاعتبار هذه العوامل، يعمل الذهب بشكل أفضل كجزء من محفظة متنوعة، لا سيما عندما يكون الهدف هو التحوط ضد سوق الأوراق المالية الهابطة. هذا الشكل يوضح كيفية تصاعد الذهب على المدى الطويل.
الذهب أم الأسهم أم السندات؟
عند تقييم أداء الذهب كاستثمار على المدى الطويل، فإنه يعتمد حقًا على الفترة الزمنية التي يتم تحليلها. على سبيل المثال، خلال فترة معينة مدتها 30 عامًا، تفوق أداء الأسهم على الذهب وكانت السندات متشابهة مع بعضها البعض. ولكن على مدار 15 عامًا، تفوق أداء الذهب على الأسهم والسندات.
من عام 1990 إلى عام 2020، ارتفع سعر الذهب بنحو 360%. وخلال نفس الفترة، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) بنسبة 991%.
أما إذا نظرنا إلى فترة الـ 15 عامًا من 2005 إلى 2020، فإن سعر الذهب ارتفع بنسبة 330%. وهي تقريباً نفس النسبة خلال الثلاثين عامًا المذكورة أعلاه. وخلال نفس الفترة، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 153% فقط.
ثم إذا أخذنا في الاعتبار فقط عامي 2021 و 2022، فقد تفوق الذهب على الأسهم بسبب حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي في جميع أنحاء العالم.
معنى ذلك، أنه على المدى الطويل يبدو أن الأسهم تتفوق على الذهب بحوالي ثلاثة أضعاف. ولكن على المدى الزمني القصير فإن الذهب قد يتفوق على الأسهم. في الواقع، إذا نظرنا من عشرينيات القرن الماضي وحتى اليوم، نجد أن عائدات الأسهم تتفوق على الذهب بشكل كبير.
بالانتقال إلى السندات، إذا نظرنا إلى عائد السندات منذ عشرينيات القرن الماضي إلى عام 2020، فإن متوسط المعدل السنوي للسندات يبلغ حوالي 5%. وهذا يعني أنه على مدار الثلاثين عامًا الماضية، ارتفعت السندات حوالي 330%، أي أقل بقليل من الذهب. لكن على مدار 15 عامًا، كان العائد على السندات أقل من الأسهم والذهب.
خلفية تاريخية
بين الإعلان عن قانون احتياطي الذهب في يناير 1934، وإغلاق الرئيس ريتشارد نيكسون نافذة شراء الذهب في الولايات المتحدة في أغسطس 1971، تم تحديد سعر الذهب فعليًا عند 35 دولارًا للأونصة.
قبل قانون احتياطي الذهب، طلب الرئيس روزفلت من المواطنين الأمريكيين تسليم سبائك الذهب والعملات المعدنية والأوراق النقدية مقابل الدولار الأمريكي. وجعل الاستثمار في الذهب أمرًا صعبًا للغاية، إن لم يكن مستحيلًا أو بلا فائدة.
وبالنظر إلى سعر الذهب المحدد في تلك الفترة عند 35 دولارًا للأونصة، وسعر 2000 دولار للأونصة في الربع الأول من عام 2022، يمكننا القول إن ارتفاع سعر الذهب كان بنسبة 5700% تقريبًا. بينما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 4500% من عام 1971 إلى الربع الأول من عام 2022.
أعلى مستوى للذهب في التاريخ
وصل الذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2074.88 دولارًا أمريكيًا في أغسطس 2020 أثناء جائحة كورونا. ثم هبط مرة أخرى قبل أن يرتفع فوق 2000 دولار مرة أخرى في مارس 2022 إثر الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنه لم يتجاوز أعلى مستوى له في عام 2020.
لماذا تنخفض أسعار الذهب عند ارتفاع الأسواق المالية
بشكل عام، يكون أداء الذهب ضعيفًا نسبيًا عندما تكون أسعار الأسهم مرتفعة في السوق. أحد الأسباب هو أن الذهب ليس من الأصول المدرة للدخل، ولا تمثل قيمته نسبة نمو في شركة أو قطاع معين. لكن يتم تقييم الذهب بناءً على ندرته النسبية والثقة الاجتماعية فيه كملاذ آمن عند الأزمات. وبالتالي، عندما ينمو الاقتصاد وتعمل الشركات بشكل جيد تميل الأسهم إلى أن تكون خياراً أكثر جاذبية للمستثمرين.
الخلاصة
كما هو الحال مع أي استثمار، من المهم مراعاة الإطار الزمني للاستثمار، وكذلك دراسة السوق لمحاولة فهم أداء الأسواق المتوقع. الذهب ليس استثمارًا مضمونًا، تماماً كما هو الحال مع الأسهم والسندات. حيث يتقلب سعره اعتمادًا على العديد من العوامل في الاقتصاد العالمي.
لكن يمكن أن يكون الذهب جيداً عندما يكون جزءًا من محفظة استثمارية متنوعة، حيث يميل الذهب إلى الارتفاع في حالات انخفاض السوق.
إخلاء مسؤولية
تم كتابة هذا المقال بهدف تعليمي وتوعوي، ولا ينصح بالاعتماد عليه كتوصية استثمارية شخصية، وإنما نرجو منك أن تؤدي واجبك في البحث والدراسة أو أن تتعاون مع مستشار مختص قبل اتخاذ أي قرار استثماري..
اقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع مدخراتك في ظل الأزمات المالية العالمية؟
لا يوجد تعليقات