كيف تبدع في توفير المال؟

كيف تبدع في توفير المال؟

لا تخلو حياتنا اليومية من المقارنات بيننا وبين الآخرين، وخاصة فيما يتعلق بمستواهم الاجتماعي، ففي بعض الأحيان قد تلاحظ أن جارك أو صديقك المقرب أكثر استقرارًا منك على الصعيد المالي، رغم أن دخله يساوي دخلك وربما أقل منه أيضا. هل سبق وأن فكرت بالسبب؟

الجواب ببساطة هو أنه أذكى منك في إدارة أمواله، وبالتالي أكثر قدرة على التوفير والادخار، وربما الاستثمار كذلك. ولا تتعلق هذه المسألة بالمظاهر أو الاستعراض الاجتماعي ولا باللهث خلف نمط حياة أكثر رخاء ورفاهية، وإنما بالوقاية من الكوارث التي قد تعكر عليك حياتك بسبب طريقة إدارتك لأموالك. وإن كنت تبحث عن بداية جديدة في هذا الخصوص، إليك الحل:

“إن كنت على بير اصرف بتدبير”

يختصر هذا المثل الشعبي الوضع الاقتصادي لملايين الناس الذين يعتقدون أنهم لو ملكوا أطنانًا من المال، لن ينفذ، وهو اعتقاد غير صحيح، لأنك بالإدارة المالية السيئة للأموال والمعرفة الضئيلة، سوف تهدر دومًا ما بين يديك، سواء كان 10 آلاف دولار أم 10 ملايين دولار.

بكلمات أخرى، إذا كنت صاحب خبرة وإدارة مالية جيدة، فإن المبالغ الصغيرة ستوفر لك نمط حياة سعيد ومستقر، وإذا كانت خبرتك المالية محدودة ولكنك تملك مبالغًا هائلة من المال، فإن هذا لا يعني بالضرورة أنك ستحظى بحياة مالية مريحة على المدى الطويل.

قد تكون قصة الملاكم الشهير “مايك تايسون” أبرز مثال على ذلك، فقد كان يتلقى 30 مليون دولار في المباراة الواحدة، وعلى مر السنوات استطاع تكوين ثروة تجاوزت الـ 300 مليون دولار أمريكي، ومع ذلك أعلن إفلاسه عام 2003، وتراكمت عليه ديون تقدر بـ 23 مليون دولار. وهكذا ببساطة فقد كل ما كان يملكه من ملايين لسبب واحد فقط وهو سوء إدارته المالية.

ولتجنب أية سيناريوهات مشابهة، يمكن البدء دومًا بإعداد خطة شهرية تقسم بها مصروفاتك إلى:

  1. مهمة وعاجلة: تشمل الفواتير والأقساط الشهرية والاشتراكات. 
  2. مهمة وغير عاجلة: تتضمن مصروفاتك الدورية التي تدفعها مرة أو مرتين في السنة، مثل إيجار المنزل أو السفر أو تأمين السيارة.
  3. مصروفات يومية وشبه يومية: تضاف إلى هذه الخانة نفقاتك المتكررة، مثل فواتير بنزين السيارة والمطاعم والكافيهات، وغيرها من المشتريات الترفيهية والثانوية.
  4. الإدخار: يمثل مبلغًا فائضًا عن حاجتك، يمكنك الاستغناء عنه لاستخدامه حصرًا في الحالات الطارئة (خوض عملية جراحية عاجلة، شراء جهاز كهربائي مكلف، إجراء صيانة منزلية)، أو لأهداف استثمارية.

ولكي تكون قادرًا على تطبيق هذه الخطوات التي ستصبح لاحقًا جزءًا لا يتجرأ من عاداتك الحياتية، لا بد أن تغير طريقة تفكيرك وعاداتك اليومية، فالخبرة المالية وحدها لا تكفي لتصبح ماهرًا في هذا الحقل، بل هي تصرفات مكتسبة ومهارات يجب أن تطورها، من خلال الحذر من صداقة الأشخاص المستهترين بالأموال والمصروفات، وثانيًا، من اتخاذ قرارات لحظية، غير مدروسة.

لا يوجد تعليقات

اكتب تعليقاً