كيف تتجنب الاستثمار العاطفي

كيف تتجنب الاستثمار العاطفي

يمكن أن يثير استثمار أموالك في سوق دائم التقلب الكثير من المشاعر. بداية من نشوة الارتفاعات إلى خيبة الأمل التي يمكن أن تصاحب الانخفاضات. مع تعرض أموالك التي جنيتها بشق الأنفس للخطر يكون الاستثمار كأنه معركة بين العقل والقلب. وبالنسبة لبعض الأشخاص قد يكون من الصعب تجاهل الانجذاب للاستثمار العاطفي مثل الشعور الغريزي بشراء الأسهم المغرية اليوم لبيعها عندما يمر السوق بتقلبات.

يمكن أن تؤدي هذه المشاعر إلى ردود فعل سريعة بدلاً من اتخاذ قرارات مدروسة تتوافق مع إستراتيجيتك الاستثمارية. ضع في اعتبارك أنه بين عامي 1997 و2016. حقق مستثمرو الأسهم الفردية متوسط عوائد بنسبة 3.98% فقط سنويًا مقارنةً بعائدات مؤشر S&P 500 السنوية البالغة 10.16%.

لماذا؟ لأن المستثمرون سمحوا لعواطفهم بتوجيه استراتيجياتهم الاستثمارية، مما يؤدي غالبًا إلى الشراء بسعر مرتفع والبيع بسعر منخفض.

لكن كيف تتجنب الاستثمار العاطفي؟

ليس من غير المألوف التصرف بناءً على المشاعر. سواء كانت تستند إلى الضجيج الإعلامي عندما يكون السوق في حالة صعود أو هبوط. الشيء المهم هو أن ذروة وإنهيار السوق لا يدومان عادةً. والاستجابة لها خاصةً دون فهم سبب حدوثها غالباً ستؤدي إلى خسارة جزء من استثمارك أو فقدان مكاسب مستقبلية.

الخطوة الأولى هي فهم مفهوم الاقتصاد السلوكي. أي دراسة المتغيرات النفسية التي غالباً ما تؤثر في صنع القرارات الاستثمارية. ثم تحديد أهداف قوية بالاستراتيجيات الصحيحة حتى تتمكن من اتخاذ قرارات استثمارية منطقية ومعقولة خالية من القلق الخوف الشديد. عادةً ما يسيطر هذا القلق والخوف على المبتدئين.

الاستثمار العاطفي

كيفية إتخاذ خطوات استثمار ذكية لا تغذيها عواطفك:

1. ضع أهدافًا استثمارية

ماذا تريد أن تحقق ماليا؟ يعد امتلاك اجابة على هذا السؤال خطوة أولى مهمة للاستثمار. ربما تبلغ من العمر 30 عامًا وتدخر من أجل تعليم طفلك أو 50 عامًا وتدخر للتقاعد. أو ربما تبلغ من العمر 25 عامًا وتحاول تنمية ثروتك الشخصية. مهما كانت أهدافك طويلة المدى. فإن تحديدها في وقت مبكر وكتابتها حتى تتمكن من الرجوع إليها لاحقًا. سيساعدك على تحديد كم من الوقت تحتاج إلى الوصول إلى هدفك الاستثماري، وما هي المخاطر التي يمكن أن تتحملها.

تعد الرؤية المالية طويلة الأجل بمثابة مرجع لكل قرارات التداول الفورية الخاصة بك التي قد يمتد أثرها لعقود في المستقبل. ومن المرجح أن تقع ضحية لنداء الاستثمار العاطفي قصير الأجل اذا كنت لا تمتلك رؤية مالية طويلة الأجل.

2. تعرف على اتجاهات السوق

غالبا ما يعيد التاريخ نفسه وسوق الأسهم ليس استثناءً. نحن لا نقول أنك بحاجة إلى العودة إلى الكلية ودراسة تاريخ سوق الأسهم الأوراق المالية دراسة شاملة، ولكن على الأقل يجب أن يكون لديك القليل من المعرفة الأساسية حول دورات واتجاهات السوق مثل الفقاعات والأسواق الصاعدة والأسواق الهابطة.

بمجرد أن تتعرف على الاتجاهات التاريخية للسوق ستبدأ بتطبيقها على الاتجاهات الحالية الحديثة.

3. استخدم وسائل الإعلام كأداة وليس كمستشار مالي.

من السهل أن تنشغل بالضجيج الإعلامي سواء كان ذلك جيدًا أو سيئًا، لا سيما إذا كانت الأخبار مثيرة، لكن اتخاذ قرارات الاستثمار بناءً على أخبار اليوم هو استجابة عاطفية لا تأخذ في العادة عوامل مثل الاتجاهات طويلة المدى أو نجاح الأعمال ومتغيرات الاقتصاد الكلي.

تعتبر الأخبار طريقة رائعة للبقاء على اطلاع، ولكن لا ينبغي لها أن تحدد العناوين الرئيسية لإستراتيجيتك الاستثمارية، خذ الوقت الكافي لوضع الأحداث اليومية في سياقها واستخدمها كنقطة بيانات واحدة في المخطط الأكبر لاتجاهات السوق وفرص الاستثمار.

4. تخلص من عقلية القطيع.

هل وجدت نفسك يوماً تشاهد فيلماً فقط لأن الجميع يتحدث عنه رغم أنه ليس من أنواع أفلامك المفضلة، أو هل خرجت يوماً مع أصدقائك رغم أنك كنت تفضل النوم؟ هذا ما يسمى بالخوف من فقدان الأشياء، أي أنك تخشى أن يفوتك شيء اذا لم تتبع ما يفعله الآخرين وهذا ما يسمى بـ FOMO أو Fear of Missing Out.

وهذا تماماً ينطبق على سوق الأسهم أيضاً، عندما ترى الكثير من الآخرين يفعلون شيئًا ما مثل شراء بيتكوين على سبيل المثال، فإنك تميل إلى القيام بنفس تحركات الاستثمار أو ما شابهها. عندما تقوم بذلك فإنك تتجنب عملية صنع القرار وتتخذ الخيارات بناءً على الإدراك المجتمعي بدلاً من البحث الخاص بك، وهذا ما يسمى بعقلية القطيع. لكن يمكن لعقلية القطيع أن تعمل ضدك في كثير من الأحيان، لأنه بحلول الوقت الذي ينضم فيه معظم المستثمرين إلى القطيع تكون إمكانية تحقيق مكاسب كبيرة قد ولت بالفعل.

5. تنويع محفظتك

عندما يكون لديك محفظة متنوعة فإنك توزع ممتلكاتك عبر فئات أصول مختلفة مثل الأسهم والسندات والعقارات وما إلى ذلك، لا يقتصر تنويع الأصول على إدارة المخاطر فحسب، بل إنه يخفف من حدة المشاعر التي يمكن أن تظهر في أوقات تقلبات السوق. نظرًا لأن الأسواق تتحرك في اتجاهات مختلفة في أوقات مختلفة، فإن المحفظة المتنوعة تعمل على موازنة الاستثمارات التي لا يكون أدائها جيدًا مع تلك التي ترى نتائج إيجابية في نفس الفترة.

6. اطلب المساعدة من المستشار المالي

قد يكون البقاء هادئاً في سوق متقلبة أمرًا صعبًا، ولكن ما الذي يمكن أن يكون أكثر صعوبة؟ الدخول إلى هذا السوق في المقام الأول. سواء كنت مستثمرًا مبتدئًا لديه خبرة قليلة أو معدومة أو كنت ترغب في تنويع محفظتك، فإنه من المألوف الوقوع في فخ الاستثمار العاطفي الذي قد يؤدي إلى دخولك في سوق ذو مخاطر كبيرة، لذا من الأنسب أن تطلب المساعدة من مستشارك المالي الذي قد يوفر عليك الكثير من الأموال على المدى البعيد. يمكنك الإطلاع على هذا المقال اذا كنت تبحث عن معلومات أكثر حول المستشار المالي.

الخلاصة:

قد يكون من الصعب فصل مشاعرك عن استثماراتك، ولكن من خلال فهم السوق والرؤى التاريخية ومن خلال تنويع الاستثمار يمكنك التغلب على الحواجز العاطفية التي تمنعك من تحقيق أهدافك المالية.

لا يوجد تعليقات

Comments are closed.