لماذا لن ينهار الدولار؟

لماذا لن ينهار الدولار؟

منذ أن احتل الدولار الأمريكي صدارة العملات في عام 1971، كان العديد من الناس ينتظرون انهيار وتراجع الدولار منذ ذلك الحين. ولكن يعتقد الكثير من الخبراء أن الدولار لن ينهار في أي وقت قريب، بل أنه لا يوجد أي شيء من الممكن أن يزيح الدولار عن هذه المكانة كعملة عالمية مرموقة. 

وهناك العديد من الأسباب الرئيسية التي تجعل جميع الخبراء الاقتصاديين يميلون إلى فكرة عدم انهيار الدولار. ومن أهم هذه الأسباب: 

١- قوة إنتاجية واقتصادية كبيرة للدولة الأمريكية.

تمتعت الولايات المتحدة الأمريكية بأقوى قوة انتاجية من بين الدول المتقدمة خلال العقد الماضي، حيث ارتفعت انتاجية الولايات المتحدة الأمريكية بمعدل 2.2% مقارنة باليابان التي حققت ارتفاع انتاجية بمتوسط 1.2%، وألمانيا 0.9%. ويُعتقد أن هذه الصدارة الأمريكية والتفوق على الدول المتقدمة في الإنتاجية ستستمر. وسيساعد ذلك في الحفاظ على قوة الدولار.

٢- أقوى وأكبر اقتصادات العالم 

يعتقد العديد من الناس أنه من الممكن للصين أن تتخطى دولة أمريكا وتتفوق عليها وتصبح الاقتصاد الأقوى في العالم، وهذا ليس صحيحاً تماماً. حيث أنه على الرغم من أن الصين هي المنافس المباشر لأمريكا على عرش اقتصاد العالم، إلا أن الفارق كبير بين الدولتين. حيث أنه يجب على الصين أن تحقق نمواً اقتصادياً بنسبة 12% سنوياً لمدة 20 عام على التوالي. وهذا لن يحدث لأن نسبة النمو الاقتصادي في الصين حالياً هي 7.5% فقط، ومن المتوقع أن يكون النمو في الاقتصاد الصيني بطيئاً خلال الأعوام المقبلة. 

٣- أسواق مالية واسعة وآمنة 

عند حدوث الأزمات، يُسرع المستثمرين إلى سندات الخزانة الأمريكية لحماية أموالهم، باعتبارها ملاذاً آمناً لأموالهم في أوقات الاضطرابات العالمية. وهذا ما جعل الأسواق المالية الأمريكية الأكثر أماناً في العالم في نظر الكثيرين. بالاضافة إلى تفوق السوق الأمريكي على الأسواق العالمية من حيث الحجم أيضاً. حيث تبلغ القيمة المالية لسوق الأوراق المالية الأمريكية أربع أضعاف القيمة المالية للأسواق المالية في الصين وانجلترا واليابان. ووفقاً لصندوق النقد الدولي، فإن 62% من احتياطات عملات العالم بالدولار. يليها اليورو كأقرب المنافسين ب 24% فقط .

انهيار الدولار

٤- أسواق مالية واقتصادية حرة ومفتوحة 

يحب المستثمرين أن يستثمروا أموالهم في الأسواق الحرة والمفتوحة. بدون الخوف على أموالهم من التجميد أو التلاعب. فعلى سبيل المثال يتجنب الكثير من المستثمرين استثمار أموالهم في الصين (ثاني أكبر سوق اقتصادي في العالم) لقيام الصين بتجميد عملتها بشكل مفاجئ بين الحين والآخر. حيث أن الصين تقوم بتجميد عملتها عندما تشعر بالقلق، وفعلوا ذلك خلال فترة الركود العظيم, ونفس الأمر ينطبق على العديد من الأسواق والعملات الأخرى.

٥- نقص البدائل 

في عام 2001، كان الدولار الأمريكي يمثل 90% من إجمالي التداول اليومي في العملات في سوق الفوركس. وانخفض بعد ذلك إلى 87%، والسبب في ذلك هو ظهور عملة اليورو بقوة، وتطور الاقتصاد الصيني بشكل كبير. ولكن رغم كل هذا، لم يتراجع إجمالي التداول بالدولار إلا بنسبة 3% فقط. وهي نسبة ضئيلة جداً مقارنة بالعوامل المحيطة بها. حيث أن ظهور عملة قوية كاليورو وانتعاش الاقتصاد الصيني في نفس الفترة الزمنية القصيرة من شأنه أن يقلل من إجمالي التداول اليومي في العملات الأخرى بشكل كبير جداً ولكن نظراً لقوة الدولار الأمريكي. ذلك لم يحدث.

٦- المصداقية وثقة المستثمرين 

على الرغم من انخفاض تصنيف الولايات المتحدة من AAA إلى AA+ في العام الماضي وفقاً لمؤسسة Standard & Poor’s، إلا أن ذلك لم يؤثر أبداً على ثقة الناس بالدولار وبسندات الخزانة الأمريكية. بل على العكس تماماً فقد شهدت سندات الخزانة الأمريكية اقبالاً أكبر من المستثمرين الأجانب خلال هذه الفترة. 

الخلاصة

لهذه الأسباب وأكثر، لا يُعتقد أن الدولار الأمريكي في طريقه للانهيار بأي شكل من الأشكال وخلال وقت قريب. وعلى الرغم من أن الدولار قد يتعرض لتقلبات معينة نتيجة الأحداث العالمية. إلا أنه يبقى دائماً في صدارة العملات العالمية. 

المصدر

لا يوجد تعليقات

اكتب تعليقاً