لماذا يجب أن تعلم أطفالك كيفية الاستثمار

لدينا جميعًا عددًا من المهارات والعادات و الأنشطة التي نود تعليمها لأطفالنا. ولكن هل فكرت يومًا في تعليم أطفالك كيفية الاستثمار؟ هناك العديد من الأسباب التي تجعلك ترغب في تبنيهم لهذه المهارة في وقت مبكر من الحياة.

لأنهم لن يتعلموا الاستثمار في المدرسة

مع كل ما سيتعلمونه في المدرسة، يمكنك المراهنة على أن أطفالك لن يتعلموا كيفية الاستثمار. في الواقع بالكاد تعلم المدارس أي شيء للأطفال عن المال وإذا كانوا يتعلمون أي شيء عن المال أو الاستثمار فإنهم يتعلمون منك.

معظم الأطفال يصلون لسن الشباب وهم مفتقرين تماماً لأي مهارات أو معلومات عن الاستثمار. وقد تصبح فكرة الاستثمار مخاطرة كبيرة لبعض الأشخاص كلما تقدم في العمر.

ومن المعروف أن الاستثمار يجعلك تتقدم ثلاث خطوات للأمام وتعود خطوتين للوراء، بمعنى أنه عليك أن ترتكب بعض الأخطاء حتى تستطيع أن تحصل على عوائد من استثماراتك وتتعلم من خطواتك الاستثمارية، تخيل اذاً مقدار ما يمكن أن يتعلمه الأطفال من أخطائهم في وقت مبكر من الحياة عندما تكون المخاطرة ليست كبيرة قبل سن البلوغ.

اكتساب العادات الجيدة مبكراً

هناك بعض العادات التي نأمل أن يتعلمها أطفالنا في وقت مبكر عندما يتعلق الأمر بالمال. قد يتضمن بعضها تعلم توفير المال وتجنب الديون وحتى معرفة مكان العثور على المعلومات المالية عند الحاجة. من الممكن تعليم الأطفال كل ذلك وكلما كان القيام بذلك في وقت مبكر كلما كان أفضل وكلما تبنى الأطفال هذه العادات المالية الجيدة.

يمكنك أن تفعل الشيء نفسه مع الاستثمار. يمكنك البدء مع أطفالك في أي عمر تعتقد أنه مناسب. على الرغم من أن البداية المبكرة تعتبر أفضل إلا أن العمر المناسب للبداية قد يختلف من طفل إلى آخر، فقد يكون بعض الأطفال جاهزاً لهذه المفاهيم في سن العاشرة والبعض الآخر قد يكافح مع هذه المفاهيم في سن الخامسة عشر. ولكن الأفضل تعريضهم لهذه الأفكار وأن تشجعهم على ممارسة هذه العادات في وقتٍ ما أثناء فترة الطفولة، حتى يحملوا هذه العادات معهم كلما تقدم بهم العمر.

إذا تمكنت من جعلهم يعتادون على الاستثمار في وقت مبكر بما فيه الكفاية. فقد يرون نجاح الاستثمار في الحياة في وقت أقرب من أقرانهم.

هناك متسع من الوقت لارتكاب الأخطاء

هناك ميزة أخرى لتعليم أطفالك عن الاستثمار وهي منحهم متسعًا من الوقت لارتكاب الأخطاء أثناء التعلم. سيكون من الأفضل لهم ارتكاب أخطاء في الاستثمار عندما يكونون صغارًا حيث سيكون لديهم متسع من الوقت لتعويض أي خسائر والتي تكون بالعادة بضعة مئات أو آلاف من الدولارات فقط.

سيكون الأمر أسوأ بكثير إذا بدأوا الاستثمار عندما يكونون في الأربعينيات من العمر ولديهم عائلة يعولونها ولا يمكنهم تحمل خسارة أي أموال. الدروس التي سيتعلمونها الآن ستساعدهم بطريقة إيجابية لبقية حياتهم.

بداية الحياة المهنية مع محفظة استثمارية مناسبة

يأمل معظم الآباء في أن يبلغ أطفالهم سن الرشد ولديهم مهارات مهنية وتعليم كافيين ليتمكنوا من العيش بطريقة لائقة. ولكن ماذا لو كان طفلك يستطيع فعل ذلك وهو يمتلك محفظة استثمارية مناسبة؟ إذا علمت أطفالك كيفية الاستثمار في وقت مبكر من الحياة فقد يحدث ذلك.

لنفترض أن طفلك البالغ من العمر 12 عامًا لديه 1,000 دولار في حساب توفير. إذا قمت بتحويل هذه الأموال إلى حساب وساطة عبر الإنترنت واستثمرت في الأسهم والصناديق المشتركة بمتوسط عائد سنوي يبلغ 10% سنويًا، فبعد 10 سنوات ستنمو هذه الأموال إلى ما يقرب من 2,600 دولار. وسيبلغ ابنك 22 عامًا وهو الوقت الذي سيتخرج فيه من الجامعة.

تخيل لو أنه بدأ ب10,000 دولار كان سيمتلك ما يقرب من 26,000 دولار وهو في الثانية والعشرين من عمره فقط. لك أن تتخيل كيف يمكن أن يبدأ حياته المهنية بهذا المبلغ وبهذه العادات المالية الرائعة.

أصبح الاستثمار مهارة بقاء

مع مرور الزمن تصبح الوظائف والمهن أقل استقراراً مما كانت عليه في السابق. لذلك أصبحت القدرة على بناء محفظة استثمارية وتنميتها حقاً مهارة للبقاء على قيد الحياة، فإذا كان الراتب العادي لا يكفي لنفقات الحياة المتزايدة فأنت بحاجة لمصدر دخل آخر للعيش في المستوى الذي ترغب به.

بعد الحرب العالمية الثانية أدرك معظم الناس مفهوم توفير المال كمهارة للبقاء على قيد الحياة. للعديد من الأسباب التي نراها الآن. لكن في ذلك الوقت كان توفير المال فقط كافياً،أما اليوم فلم يعد ذلك كافياً حيث أن التضخم يأكل الأموال وبالتالي يجب أن نمتلك المهارة لتنمية هذه الأموال التي لدينا.

تذكر أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر وهذا ينطبق على جميع مجالات الحياة بما فيها الأمور المالية والاستثمارية. وبالطبع أنت تريد لأطفالك أفضل عادات وأفضل حياة ممكنة ولا تريد لهم أن يصارعوا من أجل لقمة العيش والبقاء على قيد الحياة فقط فسارع بتعليم أطفالك الاستثمار.