الخوف من ضياع الفرصة في الاستثمار

الخوف من ضياع الفرصة في الاستثمار

يقول المستثمر الكبير وارن بافيت أنه يجب أن تكون جشعاً عندما يكون الآخرون خائفين. ويجب أن تكون خائفاً عندما يكون الآخرون جشعين، عندما تسمع هذا الكلام قد يتبادر إلى ذهنك هذا السؤال: ماذا عن الشعور بالخوف من ضياع الفرصة؟

بدايةً يجب التنويه إلى أن الخوف من ضياع الفرصة أو كما يطلق عليه FOMO هو حافز نفسي لا إرادي. ينتشر بين فئة كبيرة من الناس بحيث يكون لديهم خوف من تفويت شيء ما مثل حدث، مناسبة، خبر، أو فرصة استثمارية. ويأتي هذا المصطلح كاختصار لعبارة Fear Of Missing out، أي الخوف من التفويت.

وللإجابة على السؤال، لا تقلق أنت لست وحدك. إذا كانت الأخبار المتعلقة بالارتفاع الكبير في الأسهم مثل ما حدث مع Gamestop في الآونة الأخيرة. تجعلك تشعر بأنك خارج الحلقة المالية أو تشعر بالقلق بشأن ضياع فرص الاستثمار الكبيرة. فلا تقلق، لأن هذه الحالة التي يشهدها السوق هي ما هي إلا أحد حركات السوق الطبيعية التي غالبًا ما تغذيها رغبة المستثمرين في جني أموال كبيرة في فترات زمنية قصيرة من خلال اللعب في السوق . يجب عليك محاربة FOMO في مثل هذه الأوقات للحفاظ على استقرار محفظتك على المدى الطويل، دعنا نتحدث عن الطريقة التي يمكن أن تحارب بها FOMO، أي محاربة الخوف من ضياع الفرصة في الاستثمار.

 

ضع استراتيجية وركز على المدى الطويل

عندما يستحوذ سهم ما على نشرات الأخبار ومواقع التواصل الإجتماعي فمن الطبيعي أن تفكر بأنك تريد الدخول أنت أيضاً إلى السوق. ولكن في كثير من الأحيان، فإن الأسهم التي يرتفع الطلب عليها (بسبب الأداء الأخير أو لأن قطاعها يرتفع مع تزايد شعبيتها) تهدأ بالسرعة نفسها التي تسخن بها. ما لم تكن متداولًا متمرسًا أو تتمتع بدرجة عالية من التحمل للمخاطر (وقمت بأبحاثك)، فمن المحتمل ألا يكون هذا النوع من التقلب مناسبًا لمحفظتك.

تتمثل إحدى طرق تجنب الإغراء وقرارات الاستثمار التي تغذيها العاطفة في وضع خطة استثمار قوية. يأتي ذلك من التفكير في أهدافك طويلة المدى وصياغة استراتيجية للوصول إلى هذه الأهداف في الإطار الزمني الذي تريده. عندما تتبع خطة تهدف إلى تحقيق النجاح. فلا يجب أن تقلق بشأن فقدان فرص المضاربة على بعض الأسهم على المدى القصير.

امنح نفسك بعض المساحة للمناورة

وجود خطة مالية طويلة الأجل أمر ضروري، ولكن إذا كانت لديك الحرية النقدية. أي أنك تقوم بتمويل صندوق التقاعد الخاص بك، وقمت بإنشاء صندوق طوارئ قوي وما إلى ذلك. فمن الممكن أن تسمح لنفسك ببعض المرح في السوق من خلال تجربة استراتيجيات جديدة أو تجربة فرصة في شركة تحبها. ومع ذلك، فمن الأفضل أن تفعل ذلك بمسؤولية، من خلال إضافة مساحة صغيرة لـ FOMO إلى خطة محفظتك الشاملة.

على سبيل المثال، لنفترض أنك تستثمر غالبية أصولك الشخصية غير التقاعدية في أوراق مالية متحفظة. و تدخر لأهداف أخرى مثل دفعة أولى لشراء منزل أو تعزيز تعليمك، حينها قد يكون من المقبول استثمار نسبة صغيرة (5% مثلاً) من محفظتك في الأسهم الشائعة (Trending Stocks) أو أي بدع أخرى في السوق. بهذه الطريقة تكون قد أنشأت مساحة لتحمل المخاطر المحتملة و تستطيع أن تكون جزءًا من أحداث السوق الشائعة دون عرقلة إستراتيجيتك بالكامل.

لا تتبع القطيع

 

أحد الآثار الجانبية السلبية للاستسلام للخوف من ضياع الفرصة في الاستثمار. هو أنه غالبًا ما يكون قد فات الأوان لجني الأرباح التي تبحث عنها.

على سبيل المثال أنت تعلم أنك تماماً أنه يجب عليك عموماً الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع. لكنك تسمع في الأخبار أن سهمًا معينًا لم يكن معروفاً في السابق يكتسب شعبية كبيرة الآن. وبعد ذلك قال بعض الأصدقاء أنهم قاموا بشراء هذه الأسهم بالأمس وباعوا أسهمهم بثلاثة أضعاف قيمتها اليوم. يبدو ذلك جميلاً، أليس كذلك؟ لذا قررت أنك أنت أيضاً تريد الشراء بالسعر المتزايد، لكن لسوء الحظ وصل السهم إلى ذروته بالفعل وانخفض السعر مرة أخرى. وهنا سيتكبد استثمارك خسارة كبيرة جدًا. النقطة المهمة هي أنه بحلول الوقت الذي يصل فيه السهم إلى عناوين الأخبار الرئيسية أو إلى مواقع التواصل الاجتماعي، من المحتمل أن تكون الفرصة قد ضاعت بالفعل.

اقرأ أيضاً: كيف تتجنب الاستثمار العاطفي

ابحث عن مصادر الأخبار الموثوقة

إذا لم تكن نشرة الأخبار المسائية أو المنشورات المنتشرة على نطاق واسع في جميع وسائل التواصل الإجتماعي هي أفضل الأماكن للبقاء على اطلاع دائم لما يحدث في السوق، اذاً أين يمكن أن يكون هذا المكان؟ تتمثل الطريقة الذكية للحفاظ على اطلاع على السوق عن طريق إجراء بعض الأبحاث للعثور على مصادر جديرة بالثقة. مثل المنشورات ذات السمعة الطيبة أو الخبراء الماليين الذين يفهمون تحركات الأسهم. قد تجد أن الاعتماد على عدد قليل من المصادر الاحترافية سيساعدك على تجاهل العبارات المنتشرة التي تحثك أو تخيفك من الاستثمار في سهم أو فرصة معينة.

لا مزيد من الخوف من ضياع الفرصة في الاستثمار

عندما تسمع عن شخص ما قد حقق نجاحًا كبيرًا في لعبة محفوفة بالمخاطر أو حقق ربحاً كبيرًا من سهم غير معروف. فمن الطبيعي أن تشعر بالضيق قليلاً لأنك لم تصل إلى هناك أولاً. لكن ضع في اعتبارك أنك ربما لا تعرف القصة كاملة. ربما كان هذا النجاح قد أتى بعد العديد من المحاولات الفاشلة، أو أن ربح السهم كان نتيجة استثمار عالي المخاطرة.

بدلاً من القلق بشأن المكاسب المحتملة على المدى القصير. تذكر أن النجاح يأتي على المدى الطويل، وعندما تلتزم بخطتك وتضبط الأخطاء. فلن تفوت الفرصة الأكثر أهمية بالنسبة لك، وهي لوصول إلى أهدافك.

لا يوجد تعليقات

Comments are closed.