يقولون إن المال لا يشتري السعادة، لكن هذا لا يعني أن أموالك وصحتك المالية لا يمكن أن تؤثر على رفاهيتك وعلى العديد من جوانب حياتك، وإذا كنت قد تعرضت للتوتر أو القلق بسبب المال، فأنت تعلم أنه ليس من السهل دائمًا الفصل بين الصحة المالية والعقلية.
من خلال مراقبة صحتك المالية وإجراء عمليات فحص منتظمة للجوانب الحيوية التي تؤثر عليها، يمكنك إدارة الضغوط المالية بشكل أفضل والاقتراب من أهدافك وتحسين عافيتك بشكل عام.
ما هي الصحة المالية؟
تأخذ صحتك المالية في الاعتبار العديد من العوامل المتعلقة بوضعك المالي لإلقاء نظرة شاملة على مدى استعدادك لتلبية الاحتياجات المالية المختلفة، هذه العوامل تكون مثل صافي ثروتك ورصيدك الائتماني والديون والمدخرات وصندوق التقاعد وما إلى ذلك.
ببساطة، يشير مستوى صحتك المالية إلى استعدادك لدفع ثمن الأشياء الآن ولاحقًا، سواء كان ذلك متوقعًا أم لا.
قد تشير عوامل مثل الدخل الثابت وانخفاض نسبة الدين إلى الدخل و استثمارات التقاعد الجيدة إلى صحة مالية قوية. من ناحية أخرى قد يُضعف الدخل غير المنتظم أو الكثير من الديون عالية الفائدة أو عدم وجود صندوق ادخار للطوارئ صحتك المالية.
لماذا الصحة المالية مهمة؟
التوتر المالي والقلق أمر حقيقي وطبيعي وقد شعر به غالبية الناس في مرحلة ما، سواءً كنت قلقًا بشأن قدرتك على التقاعد حسب جدولك الزمني المخطط له، أو متوتراً بشأن قدرتك على امتلاك ما يكفي من المال لإيجار الشهر المقبل، أو ربما حتى تشعر بالقلق بشأن الخروج لتناول العشاء مع الأصدقاء بسبب التكلفة، فهذه كلها مشاعر يمكن أن تنشأ من عدم وجود صحة مالية جيدة.
يختلف الوضع المالي من شخص لآخر، ولكن الصحة المالية السيئة يمكن أن تؤثر أكثر بكثير من مجرد التأثير على محفظتك، حيث يمكن أن تؤثر ضغوط المال على صحتك العقلية والجسدية بعدة طرق. على سبيل المثال، يقول الخبراء إن المشاعر السلبية أو القلق تجاه أموالك يمكن أن تضر بحياتك الاجتماعية وعلاقاتك، وتؤدي إلى ضعف التركيز إذا كنت تفكر دائماً بوضعك المالي، وقد تسبب قلة النوم أو انخفاض جودة النوم.
أثناء قيامك بتحسين صحتك المالية، نأمل أن تجد أنك لا تقلق بشأن المال كثيرًا ولا يصيبك التوتر بشأن دفع النفقات المتوقعة وغير المتوقعة في المستقبل.
يرهقني التفكير بالمال، ألا يمكنني فقط تجنب التفكير في الأمر؟
عندما تكون صحتك المالية في وضع سيئ، قد يكون من الصعب معالجة الموقف. يشعر بعض الناس أن أسهل طريقة للتعامل مع المال والضغوط المالية هي ببساطة تجنبها، أي يقومون بأشياء مثل عدم التحقق من الحساب المصرفي بانتظام أو عدم قراءة الفواتير بدقة. إذا أدى تسجيل الدخول إلى تطبيق الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول إلى تسارع دقات قلبك أو اضطراب معدتك، فمن الطبيعي أن تتجنب القيام بذلك. لكن الإنكار والتجنب عندما يتعلق الأمر بأموالك لن يؤدي إلا إلى زيادة التوتر وفقدان السيطرة على صحتك المالية على المدى الطويل.
يعني التحكم في صحتك المالية أنه يتعين عليك النظر بعينيك إلى بعض الأرقام، ومن المحتمل أنك لن تحب دائمًا ما تراه. لكن لا يمكنك تحسين ما لا تعرفه. تبدأ الاستفادة القصوى من عافيتك المالية من خلال التعرف على المكان الذي تقف فيه حاليًا حتى تتمكن من وضع خطة للمضي قدمًا.
كيف يمكنني متابعة صحتي المالية وتحسينها؟
تتمثل إحدى الخطوات الأولى نحو تعزيز صحتك المالية والعقلية والبدنية في محو الأمية المالية والتعليم. قد يكون من الصعب والمربك وضع ميزانية أو تحسين نقاط رصيدك الائتماني أو اتخاذ أفضل القرارات المالية عندما لا تفهم تمامًا سبب أو كيفية القيام بذلك، لكن بمجرد أن تقوم بدراسة هذه الامور، ستشعر بأنك على دراية بأساسيات بياناتك المالية و ستستطيع مراقبتها لقياس وتحسين وضعك المالي العام.
رصيدك الائتماني
يؤثر رصيد الائتمان الخاص بك على العديد من جوانب حياتك المالية. من قدرتك على الحصول على قرض إلى الرهن العقاري ومعدل الفائدة المصاحب له. لكن يعد بناء والحفاظ على رصيد ائتمان في نطاق صحي ليس بالأمر السهل دائمًا، وقد يستغرق وقتًا واستمرارية وجهداً.
إذا كان لديك تاريخ ائتماني صعب أو كنت تواجه مشكلة في زيادة رصيدك الائتماني. فقد يؤثر ذلك على صحتك المالية وقد يؤثر أيضًا على حياتك اليومية. لكن الخبر الجيد هو أن هذا الرصيد ليس دائم ويمكن أن يتحسن. للبقاء على المسار الصحيح مع ائتمانك. من الذكاء التحقق من درجاتك وتقرير الائتمان بانتظام (مرة واحدة على الأقل في السنة) حتى تعرف مكانك وما إذا كنت تحتاج إلى العمل على تحسينه.
الإدخار
هل التفكير في حالة طوارئ مالية مستقبلية يبقيك مستيقظًا؟ قد يساعد بناء صندوق طوارئ صحي في تقليل القلق. حيث أن هذا الصندوق يعتبر صندوق الأمان في حالة فقدان وظيفتك أو كان لديك حالة صحية طارئة أو كنت بحاجة إلى دفع تكاليف إصلاح غير متوقع للمنزل. وهي ركيزة أساسية لتحقيق العافية المالية ويجب أن تكون أولوية قصوى لأي شخص يسعى إلى تقليل الضغط العصبي بسبب الوضع المالي.
التوصية النموذجية لصندوق الطوارئ هي الاحتفاظ بما يعادل ثلاثة إلى ستة أشهر من نفقات المعيشة في حساب توفير يمكن الوصول إليه. يمكن أن يكون هذا المبلغ كبيراً بالنسبة لمعظم الناس. لكن اذا كنت لا تمتلك هذا المال فلا تحبط، يستغرق إنشاء صندوق ادخار يمكنك الاعتماد عليه وقتًا واستقرارًا ماليًا. ابدأ بالمبلغ الذي تستطيع أن تساهم به في البداية، وقم بزيادة هذا المبلغ باستمرار وبالتدريج حتى تصل إلى أهدافك المالية.
اقرأ أيضاً: إذا كنت تريد الإدخار ولا تعرف من أين تبدأ
الميزانية
تعد الميزانية تكتيكًا أساسيًا لضمان بقاء أموالك في حالة توازن مستمرة. ولكن التأكد من أن الميزانية واقعية وقابلة للتحقيق أكثر أهمية من مجرد الاحتفاظ بها. وذلك لأن العيش ضمن ميزانية صارمة بشكل كبير قد يكون محبطًا وقد يؤدي إلى التخلص منها تمامًا. مما يؤدي إلى إنشاء دائرة لا نهاية من السلبية. عندما تنشئ ميزانية تعكس بصدق احتياجاتك ورغباتك. فمن المرجح أن تظل على المسار الصحيح وتحقق أهدافك المالية دون أن تصاب بالجنون. ومن الطبيعي أن تتقلب وتتطور احتياجات الإنفاق وأهداف الادخار وسداد الديون وغير ذلك. لذلك ستحتاج إلى تكييف ميزانيتك وتعديلها بشكل دوري.
اقرأ أيضاً: كيفية عمل ميزانية شخصية في 6 خطوات سهلة
وجود دعم عاطفي
عندما تسبب لك أوضاعك المالية ضغوطًا أو قلقًا وتتجلى في جوانب أخرى من حياتك. فقد يساعدك العثور على أشخاص آخرين يمكنك التحدث معهم والعمل معهم. سواء كان الأمر يتعلق بالعائلة أو الشريك أو الأصدقاء أو المحترفين. فإن وجود نظام دعم يمكنك الاعتماد عليه يمكن أن يكون وسيلة مفيدة لإدارة الظروف المالية الصعبة والتخفيف من حدتها. بالنسبة للبعض، قد يكون العمل مع مستشار مالي خطوة ضرورية. بالنسبة لآخرين، مجرد التحدث خلال موقف صعب مع شخص مثل صديق مقرب أو أحد الوالدين قد يكون كافيًا لتخفيف المخاوف.
احجز موعدك للاستشارة المالية اليوم
الخلاصة
قد يكون من الصحيح أن كل الأموال الموجودة في العالم لا يمكن أن تحل جميع مشاكلك. ولكن ليس هناك من ينكر أن أموالك يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أو تخفيف التوتر وصعوبات الحياة اليومية.
إذا كنت غير راضٍ عن وضعك المالي. أو كنت تتعافى من ضائقة مالية أو في لازلت في خضمها. أو كنت ترغب فقط في تقليل الضغط الناجم عن المال في حياتك، فابدأ باتخاذ خطوات صغيرة لتحسين صحتك المالية. من خلال دمج سلوكيات مثل مراقبة حالتك المالية وإنشاء ميزانية مناسبة. حتى تتمكن من البدء في التخلص من ضغوطك والتحرك نحو أهدافك بالإضافة إلى تحسين صحتك العقلية والجسدية بشكل عام.
لا يوجد تعليقات